في إطار استراتيجية تهدف إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية بين الجزائر وتركيا، نظم بنك البركة الجزائري، بالتعاون مع بنك البركة تركيا وتحت إشراف مجموعة البركة، ندوة رقمية رفيعة المستوى خُصصت للترويج للتجارة الثنائية عبر منصة رقمية جديدة للتمويل التجاري.

مبادرة إقليمية بأبعاد دولية

تندرج هذه المنصة ضمن مشروع تعاون مشترك بين جميع فروع مجموعة البركة المنتشرة في عدة دول، وتهدف إلى تسهيل الربط المباشر بين المصدرين والمستوردين والمستثمرين من عملاء البنوك التابعة للمجموعة، مما يتيح لهم اغتنام فرص تجارية فعلية ضمن بيئة آمنة وسلسة.

وقد تم إطلاق المنصة رسميًا خلال فعالية احتضنها فندق هوليداي إن بالجزائر العاصمة، بحضور السيد عبد المنعم عثماني مرابوط، المدير العام لبنك البركة الجزائري، إلى جانب أعضاء من الإدارة العامة، وممثلين صناعيين وتجاريين، والملحق التجاري التركي، بالإضافة إلى مشاركة وحدات مجموعة البركة عن بُعد عبر تقنية الاتصال المرئي.

الجزائر كمركز محوري للتجارة الإقليمية

أكد المدير العام السيد عبد المنعم عثماني مرابوط على الأهمية الاستراتيجية للجزائر كموقع استثماري متميز، مدعوم بإصلاحات متواصلة، وتحسينات على مستوى البنى التحتية، واستقرار تنظيمي، وتطوير في الخدمات المالية المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية.

وأوضح أن بنك البركة الجزائري، ومنذ تأسيسه سنة 1991 كأول شراكة بين القطاعين العام والخاص في القطاع المصرفي الجزائري، ملتزم بتقديم حلول مالية متوافقة مع أحكام الشريعة الاسلامية، ومتواكبة مع التحولات الاقتصادية الإقليمية والدولية.

منصة لربط وتسريع وتأمين العمليات التجارية

تطمح هذه المنصة إلى لعب دور محفز في تطوير المبادلات التجارية بين الجزائر وتركيا، وكذلك في كامل شبكة مجموعة البركة. وتوفر المنصة:

• البحث عن شركاء تجاريين موثوقين (مستثمرين، مصدرين، مستوردين)
• الوصول إلى خدمات تمويل الاستثمار والتجارة الدولية،
• تسريع تنفيذ المعاملات التجارية والمالية،
• تتبع العمليات المالية والتجارية عبر واجهة مركزية،
• تقليص التكاليف التشغيلية بفضل الرقمنة.

وأشار السيد المدير العام إلى أهمية التكامل الرقمي والشراكات الاستراتيجية، مؤكدًا أن هذه المنصة ستعزز من انسجام فروع المجموعة، وتُحسن من الوصول إلى الأسواق، وترفع من قدرة المؤسسات الاقتصادية على المنافسة.

مبادرة تتماشى مع التوجهات الوطنية

تنظيم هذه الندوة الرقمية والبحث الدائم عن فرص التصدير نحو السوق التركية يُعد مبادرة طوعية من بنك البركة الجزائري، تندرج بشكل مباشر ضمن التوجيهات الرئاسية لفخامة رئيس الجمهورية، الرامية إلى تحقيق توازن أفضل في المبادلات التجارية بين الجزائر وتركيا.

وقد تم إنجاز هذه الندوة بالشراكة مع وحدتنا الشقيقة بنك البركة تركيا، وتحت إشراف مجموعة البركة، وهي تهدف إلى تحقيق هدفين أساسيين: تعزيز قدرات التصدير لدى المتعاملين الاقتصاديين الجزائريين سواء كانوا من عملاء البنك أو لا، واستقطاب الاستثمار الأجنبي المباشر (IDE) نحو الجزائر. وتمثل هذه المبادرة سابقة على مستوى السوق البنكية الوطنية، وتُجسد إرادة البنك في لعب دور محوري في تفعيل التجارة الخارجية.

قطاعات واعدة وآفاق مستقبلية

سلطت الندوة الضوء على القطاعات الواعدة التي يمكن أن تشهد تعاونًا مثمرًا، ومنها:

• الصناعات الغذائية،
• المعدات الصناعية،
• منتجات النظافة الشخصية،
• المنتجات الفلاحية،
• الصناعات الحديدية،
• قطاع التوزيع.

كما تم تنظيم جلستين حواريتين تم خلالهما عرض آليات الانضمام إلى المنصة، مناقشة التحديات، واقتراح سبل التعاون بين المتعاملين الاقتصاديين من الجانبين.

تُعد هذه المبادرة نموذجًا متقدماً لرؤية متكاملة للتكامل الاقتصادي الإقليمي. وفي سياق عالمي حيث أصبحت سرعة المعاملات وموثوقية الشركاء عوامل حاسمة، تُمثل هذه المنصة استجابة فعالة وطموحة لتطلعات المتعاملين الاقتصاديين.

كما تعكس هذه الخطوة قدرة بنك البركة الجزائري على الابتكار في إطار التزامه بقيمه، وتؤكد مكانته كفاعل محوري في هيكلة التجارة الدولية.